يقظة العرب

يقظة العرب

الشاعر : إبراهيم اليازجي

1- تنبّهُوا واستفيقوا أيُّها العربُ *** فقد طمى الخطبُ حتَّى غاصَت الرُّكبُ

2- فيم التّعلّلُ بالآمالِ تخدعُكم *** وأنـــــتمُ بين راحاتِ القنا سُلُبُ

3- اللهُ أكبرُ ما هذا المنامُ فقد *** شكاكــــمُ المهدُ واشتاقَتْكم التّرَبُ

4- كم تُظلمون ولستم تشتكون وكم ** تُستغضبون،فلا يبدو لكم غضبُ

5- ألفتمُ الهونَ حتى صار عندكم *** طبعاً وبعضُ طباعِ المرءِ مُكتسب

6- وفارقَتْكُم لطولِ الذّلِ نخوتُكم *** فليس يؤلمكم خسفٌ ولا عطب

7- للهِ صبرُكم لو أن صبركم *** في ملتقى الخيلِ، حين الخيلُ تضطرب

8- ألسْتُمْ مَن سطَوْا في الأرضِ واقتحموا *** شرقاً وغرباً وعزُّوا أينما ذهبوا


9- ومن بنَوْا لصروحِ العزِّ أعمدةً *** تهوي الصواعقُ عنها وهي تنقلب

10- فشمّرُوا وانهضوا للأمرِ وابتدرُوا ***من دهرِكُم فرصةً ضنَّتْ بهـا الحقبُ

*****
أولاً = فكرة قصيدة ( يقظة العرب ) :

ساء الشاعر ما رأى عليه العرب من استسلامٍ للذل ورضا بالهوان والذل، فنبّه أمته ودعاها إلى النهوض من غفلتها ، ونادى باليقظة بعد أَنْ ران الجهل
على النفوس مدة طويلة ، ونبَّههم إلى تاريخهم المجيد حين كانوا يأبون الظلم ودعاهم في خاتمة المطاف لينهضوا ويقاتلوا عدوهم .

********************************************
ثانياً = شرح أبيات قصيدة ( يقظة العرب ) :

1ـ تنبّهوا واستفيقوا أيّها العرب **** فقد طمى الخطبُ حتى غاصت الركبُ

أيها العرب هبوا من سباتكم الذي انتم فيه فقد أوشكت المصائب أن تبتلعكم وتغرقكم في مستنقعها .

2ـ فيمَ التعلّل بالأمال تخدعكم ***** وأنتم بين راحات القنا سلب

لأي شيءٍ تعللون نفوسكم بالآمال التي تخدعكم كالسراب، وواقع الحال أنَّكم تقتلون في ساحات المعارك بالطعن المتوالي ولا تبدون حراكاً .

3ـ الله أكبر ! ماهذا المنامُ ؟ فقد **** شكاكم المهد واشتاقتكم الترب

سبحان الله ما أعجب نومكم الثقيل في أحضان الذل فالأسرَّة ملَّت من رقادكم فوقها وناداكم الجهاد حتَّى تستشهدوا وتدفنوا في التراب .

4ـ كم تظلمون ولستم تشتكون وكم *** تستغضبون فلا يبدو لكم غضب

كم تتعرضون للبغي والظلم ومع ذلك لا تصدر الشكوى منكم أبداً ، وكم يحاول عدوكم أن يثير غضبكم وأنتم لا تبالون ولا تتحركون لقتاله .

5ـ ألفتم الهون حتى صار عندكم طبعاً *** وبعض طباع المرء مكتسب

لقد ألفتم حياة الذل واعتادت نفوسكم الهوان فأصبح ذلك شيئاً طبيعياً في عاداتكم ، وتنبهوا فالمرء يكتسب عاداته بمرور الوقت .

6ـ وفارقتكم لطول الذلّ نخوتكم *** فليس يؤلمكم خسف ولا عطب

ولطول الهوان ماتت التخوة في صدوركم ، ولم يعد يؤلمكم الظلم والبغي ولا تهابون منه وهو يريد تدميركم ..

7ـ لله صبركم لو أَنّ صبرَكم *** في ملتقى الخيل حين الخيلُ تضطربُ

ما أعجب صبركم على الذل والهوان وليت صبركم هذا يكون في ساحة القتال ضد عدوكم .

8ـ ألستم مَنْ سطوا في الأرض واقتحموا *** شرقاَ وغرباَ وعزّوا أينما ذهبوا
ألستم أبناء وأحفاد أجدادٍ أعزَّةٍ فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، وكان العز وكانت الكرامة لهم أينما حلُّوا .

9ـ ومن بنوا لصروح العزّ أعمدة *** تهوي الصواعق عنها وهي تنقلب
شيَّد أجدادكم حضارةً عظيمةً راسخةً يتحدث التاريخ عنها، وكلَّما حاول أحدهم أن ينال من حضارتهم يخيب .

10ـ فشمّروا وانهضوا للأمر وابتدروا *** من دهركم فرصة ضنّت بها الحقبُ
فأعدّوا للأمر عدّته ، واستعدوا لمواجهة عدوكم واغتموا الفرصة التي قدمها الدهر لكم لتعيدوا أمجادكم .