هناك نكتة تقول: إن أحد الأشخاص ذهب إلى الطبيب النفسي شاكياً ما يعانيه من القلق
سأله الطبيب: وما الذي يقلقك؟
أجاب الرجل: الصلع
فسأله الطبيب: والصلع ما سببه؟
فبادر الرجل قائلاً: القلق
وهكذا رسم لنفسه دائرة، ظل يدور فيها دون أن يستطيع الخروج منها
هناك كثيرون يعيشون مشكلات عارضة، تنتابهم مثل ما تنتاب غيرهم.. وهي في الحالات العادية تحل ضيفاً عليهم لأسباب عارضة، ثم لا تلبث أن ترحل مع زوال تلك الظروف .. هذا إن لم تكن شعوراً متخيّلاً لا حقيقة له، أو شيكاً بلا رصيد، كما يقال .. من مثل
أنا أشعر داخلي بخوف شديد
حين أردت المذاكرة أحسست أني لا أفهم، لا أستطيع الحفظ إطلاقاً، حتى لكأن ذاكرتي مثقوبة
أشعر بتعب شديد يسيطر عليّ
أحس أن زملائي بدأوا يتخلّون عني
ولكن بعض الناس بمجرد أن تعرض له مثل تلك الحالة يشعر بتضايق شديد، وينتابه خوف أن تتطور معه، ومن ثم يصبح تفكيره كلّه منصباً فيها. وهو بهذا.. دون شعور.. يعمقها في نفسه
كنت أسأل بعض من يتصل علي عارضاً مشكلة مقلقة: وطأة المشكلة عليك أشد هذا الشهر أم الشهر الماضي؟ فتكون الإجابة السريعة: هذا الشهر
وأعيد السؤال: هل وطأتها عليك أشد هذا الأسبوع أم الأسبوع الماضي؟ فيبادر قائلاً: هذا الأسبوع
ويردف قائلاً: أشعر أنها تزداد مع مرور الوقت
إن المهمة الكبرى لمن يريد السيطرة على مثل هذه المشكلات هي قرار بوقف التفكير السلبي في المشكلة.. فصل التيار، وإلا فإن دائرة المشكلة ستتسع مع مرور الوقت
إنها بالضبط مثل الحجر الذي نرميه في بركة الماء؛ الحجر يغوص لكنه يحدث دوائر تظل تتسع، حتى تنتهي مساحة الماء
لو قُّدّر لنا أن نرى إنساناً انكسرت لديه ماسورة الماء، وبدأ الماء يتسرب بقوة، ثم رأينا ذلك الشخص ينصرف بكل جهده وقوته ليحجز الماء، ويمنعه من أن يمضي في كل اتجاه.. من المؤكد أن كل من رآه سيضحك، ويوقن بأنه يسبح في بحيرة من الغفلة، فيبادر فيه صائحاً: أغلق الصنبور أولاً