التركي "سنوات الضياع"
"سنوات الضياع مسلسل تركي شهرته أصوات سورية "
اعتدنا كمشاهدين ومنذ أعوام أن نشاهد على القنوات الفضائية العديد من المسلسلات المكسيكية المدبلجة الى اللغة العربية الفصحى ، لكن الجديد هذه المرة هو الأعمال التركية المدبلجة الى اللهجة السورية "المحكية" .
"سنوات الضياع" احد هذه الأعمال التي جذبت المشاهد العربي والسوري بقوة فأصبحت شخصيات العمل ضيوفا دائمة على معظم المنازل وبات الحديث للكثيرين عن تفاصيل حياتهم هو الشغل الشاغل .
سيريانيوز كانت في استوديو دوبلاج "سنوات الضياع " رصدت لكم أجواء التسجيل والدوبلاج والتقت بعضا من ابطال العمل كما استطلعت عددا من آراء المشاهدين ونجوم الدراما السوريين ...
زهير درويش "البعض اعتقد أن المسلسل سوري وليس تركي مدبلج "
قال بطل العمل زهير درويش " الذي يؤدي شخصية "يحيى" عن تجربة الدوبلاج " أنها اول تجربة حقيقية له في هذا المجال حيث صادف أن صوته مناسب للشخصية وبأنه تطور بالشكل المناسب لأخذ دور بطولة .
وعما اذا كان يعتقد أن اللهجة السورية العامية ساهمت بانتشار العمل بشكل كبير قال "درويش " "اعتقد بوجود غربة في عمل معاصر وبالفصحى .. وسيكون هناك بعد بينهما " مضيفا أن الذي ساعد بانتشار العمل هو البيئة التركية التي هي ليست ببعيدة كثيرا عن بيئتنا حتى ان البعض اعتقد " ان العمل سوري ولم يلاحظوا الدوبلاج "
وردا على ما اذا كان يشعر بالظلم كونه يؤدي الصوت فقط في حين ان الممثل التركي هو الذي حصد الشهرة أجاب: بأنه أكثر ممثل تأثر كونه ليس معروفا بالاسم انما بالشكل فقط .
مضيفا"ربما بعد العديد من المقابلات سيساعد على تعريف العالم بنا اكثر خاصة كوني لست معروفا"
كما قال درويش ان الممثل في الدوبلاج يتقمص الشخصية تماما كما في التمثيل وبأن شخصية يحيى في العمل تلتقي كثيرا مع شخصيته الحقيقية حتى " انني احببت لميس كثيرا واشتاق لها عندما أغيب عن العمل لعدة ايام واشعر أنني يجب ان اراها وارى تطور الأحداث بيني وبينها.
أناهيد فياض "لميس الشخصية الوحيدة التي انست الجمهور دلال "
الممثلة اناهيد فياض حاثتنا هاتفيا بسبب عدم تواجدها بالاستديو في ذلك الوقت ، وقالت بأن تجربة الدوبلاج هذه ليست الاولى فقد سبق وقامت بالتجربة لاول مرة في عمل "اكليل الورد" وأدت صوت الممثلة التركية ذاتها .
"وهذا ما شجعني على خوض التجربة مرة أخرى في سنوات الضياع "
وأوضحت "فياض" حول سبب انتشار العمل وأخذه كل هذه الضجة أن اللهجة السورية كانت احد اهم الاسباب بسبب ان الدراما السورية اخذت مكانها عربيا واحبتها الناس وتعودوا عليها .. وانتشرت كما اللهجة المصرية عربيا مضيفة " حتى نحن كممثلين أسهل علينا ان نؤدي باللهجة المحكية اكثر من الفصحى ".
ولم تعتبر فياض ان "حقها مهضوم" في عمل كهذا بل على العكس حيث قالت "إن العمل الوحيد الذي استطاع ان ينسي العالم "دلال في باب الحارة هو" لميس" في سنوات الضياع لذلك لم يهضم حقي بل على العكس من الممكن أنه أدى الى انتشاري اكثر ..
وأكدت على أن الممثل الذي يحترف الدوبلاج يجب ان يتصالح مع نفسه ويقتنع ان صوته سيكون النجم وليس هو.
وعما اذا كانت تخشى ان يتم تأطيرها كمدبلجة اكثر من ممثلة قالت بأنها تقدر هذه التجربة لكنها لا تجد نفسها فيها و "شعرت انني كممثلة لا استطيع ان اعطي في الدوبلاج الا بشكل محدود" مضيفة أنها ستتريث كثيرا قبل أن تقدم على التجربة مرة أخرى .
المشرف الفني سامر شالاتي "ممثلينا السوريين هم من ساهموا بانتشار العمل ونجاحه "
بدوره مشرف العمل سامر شالاتي أوضح لنا أن عمله يوازي عمل المخرج في الأعمال الدرامية بما له علاقة
ببناء الشخصيات في العمل والإشراف على موضوع " LIPSING " مطابقة الشفاه بين اللغة التركية واللغة العربية المحكية العامية و طول الجمل وقصرها والصياغة الكلامية .اضافة الى إيجاد الانسجام بين الشخصيات كي لا يشعر المشاهد ان كل ممثل يتكلم لوحده .
ولدى استفسارنا لماذا يتم الدوبلاج بتسجيل صوت كل ممثل على حدة أوضح "شالاتي " ان ممثلينا هم ممثلين دراما ومسرح ومن الصعب ان نجمعهم في وقت واحد ولفترة طويلة كي يتم الدوبلاج . بالاضافة الى سهولة التنسيق والإعادة في حال الممثل الواحد .
وردا على سؤالنا لماذا لا نقدم أعمالا مشابهة بممثلين سوريين ، أجاب بأنه من الصعب ان نقدم اعمال بهذا الكم من الحلقات لأنهم يعملون بطريقة سينمائية وبأسلوب سينما أي كاميرتين وثلاثة ويسجلون أصواتهم في الاستديو ويوجد انتاج ضخم لكن نحن نعمل بكاميرا واحدة فقط.
مضيفا ان اسلوب العرض يختلف فنحن نعرض الأعمال في رمضان 30 حلقة الذي اصبح بمثابة سوق عكاظ لكن العمل الدرامي عندهم يعرض بشكل أسبوعي ،مثلا خمسة اعمال على مدى خمسة ايام كل يوم حلقة من عمل وكله يتابع من الجمهور .
وقال انما" الموضوع مرهون بالكتاب والمنتجين واذا وجد الكاتب الذي يقدم شيء معاصر ويحاكي مشاكلنا اليومية الكثيرة فلما لا "
وأكد شالاتي " على ان الذي أوصل العمل بهذه الطريقة الى الجمهور وساهم بنجاحه وانتشاره هم ممثلينا السوريين الذين "يتعبون تعب خيالي ويجلسون في الاستديو ساعات وساعات واحيانا تعاد الجملة الواحدة 20 مرة "
فالموضوع صعب ومعقد للممثل و"من يعمل في الدوبلاج اعتبره من اكثر الناس الصابرين فهو يلاحق كل شيء ونتمنى ان تكون النتيجة جيدة ".
وللجمهور آراء مختلفة ...
السيدة سماح 34 عاما وربة منزل اعتبرت مثل هذه الأعمال سخيفة جدا " لانني اجد فيه " مطمطة " والاعتماد الأكبر يكون على جمال الممثلين أكثر من الاداء والقصة " . مضيفة أنها تحب الفكرة الجميلة في العمل وهذه الأعمال تفتقر لمثل هذه الأشياء .
كما اعتبرت ان الدبلجة باللهجة السورية المحكية أفضل من الفصحى واقرب الى الجمهور فاللغة الفصحى لا تتطابق مع بيئة العمل التي نشاهدها .
أما نرجس 22 عاما صحفية رأي مشابه حيث تجد أن هذه الاعمال مملة وتفتقر الى الايقاع ولا يوجد قصة مضيفة انها لم تستطع متابعة اكثر من حلقتين ، وعن رأيها باللهجة السورية فقد وجدتها للوهلة الاولى مضحكة أو غريبة "ثم تعودنا على سماعها وأصبحت أفضل من الفصحى نسبة لهكذا اعمال"
السيد سلمان 38 عاما ورئيس تحرير مجلة قال بانه يجد في هذه الأعمال محاولة للقضاء على التفكير العميق في المجتمع ولكن في المقابل "اذا أردنا ان ننظر الى الموضوع على أنه نوع من الترفيه فلا بأس" وأضاف بانه حاول متابعة حلقة واحدة لكن أقصى مدة كانت لخمس دقائق فقط مضيفا بأنه لم يتقبل اللهجة السورية في العمل و"لكني كسوري أرحب بانتشار اللهجة السورية في الوطن العربي " .
راما 30 عاما وموظفة تتابع مثل هذه الأعمال " على قد ما حكوا العالم "وبرأيها أن القصص الغريبة التي لا نراها عادة في أعمالنا والتعرف على بيئة جديدة هي التي شدت الناس اليها وبنفس الوقت هناك اشياء قريبة منا كسوريين .
واعتبرت راما اللهجة السورية افضل واجمل من الفصحى واقرب ،كما أن انتقاء الاصوات اقرب الى الشخصية لدرجة أننا لا نشعر انها مدبلجة لكن بنفس اوقت تصبح مملة لانها طويلة جدا كحلقات لمسلسل .
ولنجوم الدراما السوريين آرائهم أيضا..
الفنان عباس النوري قال أنه يتابع هذه الأعمال بحكم ان أولاده يتابعونها ، لكن تقييمه على المستوى الفني ومن الناحية التقنية كان أن هذه الاعمال هي اعمال متواضعة على كل الاصعدة لانها عمليا لا تحمل ايقاع يحاسب عليه الفنان العربي" ولو كانت كذلك كنا سنكون في اسفل السافلين"
كما ارجع "النوري" سبب الاقبال الشديد على مشاهدة العمل كونه مجتمع ثان وغير مجتمعنا وأخشى أن المشاهد العربي وصل الى مرحلة لا يحب فيها ان يرى واقعه كما هو .
ووصف الفنان عباس النوري الاعمال التركية بـ " الاعمال من خارج الواقع والمتخيلة " و فيها مجموعة من المميزات منها المجتمع الجميل ، المطاعم و الأشخاص الجميلة ، السيارات الجميلة والحياة الفاخرة وبأن هذا الشيء بالنسبة لمجتمعنا العربي يحرك غرائزه وحاجاته الداخلية .
كما أكد "النوري " على ضرورة التوقف عند هذا الانحياز الغريب لهذا النوع من الأعمال مضيفا بأن نجاح اللهجة السورية يستحق ايضا التوقف عنده حتى "نتعامل معه لاستثماره في اعمال قادمة أهم "
وقال "النوري" انه من الممكن ان يشارك بأعمال مدبلجة اذا اعجبه النص والفكرة .
الفنانة شكران مرتجى بدورها كان لها رأي أيضا حيث قالت أنها تتابع عمل سنوات الضياع وشعرت انهم يشبهوننا كثيرا وأن الذي ساهم بنجاحه هو اللهجة السورية، وأضافت بأنها تابعت في العام الماضي عمل بعنوان "اكليل الورد " واعتقدت انه سوري وغير مدبلج "احببت التجربة والناس سعيدة بها فلما لا" .
وقالت مرتجى أن لديها عتب صغير وهو أن الضجة الإعلامية التي أثيرت حول العمل لم يتم شيء مشابه لها لأعمال سورية او عربية في الوطن العربي مثل مسلسل باب الحارة او الملك فاروق .
وتمنت ان يلقى الضوء على الممثلين السوريين الذين قاموا بالدوبلاج وبأن تتم دعوتهم واستضافتهم كما تمت دعوة أبطال العمل الحقيقيين .