هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام م

هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام محمد تجيب ..؟؟

تحقيقات
شارك

هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام م 2Gp43525

في منزلها المتواضع المستملك للدولة ومعاشها الخجول بعد كل الزيادات التي طرأت عليه، استطاعت "أم محمد قاسم" ذات الـ83 عاماً أن تربي أولادها الخمسة بعد وفاة زوجها الموظف مخلفاً لهم إرثاً هو عبارة عن ألفي ليرة سورية شهرياً هي كل معاشه الذي تقبضه زوجته واولادها بعد أن خدم الدولة لمدة 32 عاماً.
هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام م J9x43525

هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام م J9x43525

أم محمد اختصرت صراعها الطويل مع احتياجات الحياة التي لا تنتهي قائلة "اللحوم والفاكهة لا تزور بيتي إلا في المناسبات، والملابس الجديدة لم أرها منذ وفاة زوجي، لأننا في اختصار أناس مدفونون فوق التراب".
هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام م CTW43525

هل تستطيع عائلة في هذا الزمان ان "تعيش" بـ 2000 ليرة .. ام م CTW43525

هذه القصة ليست فريدة من نوعها بل يوجد من أمثالها الكثير ممن كان أزواجهم موظفين وتوفوا فانتقل المعاش إلى الزوجات بعد أن انخفض إلى مقدار الربع أو الأقل ولم يستفيدوا من جميع الزيادات على المعاشات إلا ما ندر وبمبالغ بسيطة، هذا الأمر بررته مؤسسة التأمينات الاجتماعية بأن "مؤسسة التأمينات الاجتماعية تدفع لهذه الشريحة معاشات من دون وارد، وإن رفعنا لهم المعاش على 6010 ليرات أسوة بآخر زيادة على الرواتب فإن المؤسسة ستخسر".

معاش لا يسمن ولا يغني من جوع

تقول أم محمد قاسم83 عام (أرملة موظف خدم 32 في الدولة) "توفي زوجي منذ حوالي 14 عام، حيث اضطررت لأن اعمل خادمة في البيوت لأستطيع أن أربي أولادي لأن المعاش الذي كنت أتقاضاه 2000 ليرة شهرياً ولا يساوي شيء لأسرة مكونة من 5 أشخاص".

وأضافت أم محمد " لدي أربع بنات اثنتان مطلقات واثنتان لم تتزوجا بعد، و نعيش دون مستوى الوسط فنحن لا ندخل الفواكه إلى بيتنا وكذلك اللحوم بالإضافة إلى أنني لا أشتري الملابس لأولادي إلا كل سنتين أو 3 سنوات، لدي ابنتي اللتان لم تتزوجا تأخذن معاش 700 ليرة شهرياً لكنه لا تساوي شيئا".

وأوضحت أم محمد"مصروف أي عائلة وسطيا هو 10 آلاف ليرة سورية فمتطلبات الحياة كثرت ولم يعد في هذه الحياة شيء رخيص ناهيك عن فواتير المياه والكهرباء والتي في كثير من الأحيان تقطع علينا نتيجة عدم قدرتنا على دفعها فنضطر إلى الدين فهل من المعقول أن يكفي هذا المعاش لأسرة مكونة من 5 أشخاص؟ ".

من جهتها أمينة المصري 70 عاماً ليس حالها بأحسن من أم محمد والتي تروي قصتها قائلة " زوجي كان موظف في وزارة التربية وتوفي منذ حوالي 12 عام، حيث كنت أعيش أنا ووالدتي التي كانت تأخذ معاش وقدره ألفي ليرة من والدي الموظف وأنا بدوري أتقاضى مبلغ 1500 ليرة وبذلك يكون راتبي أنا ووالدتي ثلاثة آلاف وخمسمائة ليرة" .

وتابعت " توفيت والدتي منذ حوالي الشهر تقريباً والآن أتقاضى راتبي وهو 1500ليرة والتي لا تكفي مصاريف الطعام،وأعاني العديد من الأمراض نتيجة كبر السن كالضغط والشحوم والسكري ولدي قائمة من الأدوية الشهرية التي يجب أن أحصل عليها، مشيرة إلى أنه "يوجد العديد من فاعلي الخير الذين يساعدوني ويمدوا لي يد العون لأنني الآن وحيدة في هذه الدنيا وليس لي أقرباء ليساعدوني ".

بينما أم صياح القاري 79 عام والتي لم تعرف ما الذي خبأه الدهر لها بعد أن ربّت أولادها الثمانية بمبلغ 100 ليرة شهرياً، فبعد أن تزوج أولادها وكبروا تركوها وحيدة مع معاشها الذي أصبح بعد كل الزيادات التي طرأت عليه خلال 25 سنه 1800 ليرة، حيث قالت أم صياح "توفي زوجي الموظف في مؤسسة التبغ منذ 30 عام وترك لي ثمانية أولاد ومعاش 100 ليرة، لكنني استطعت بعملي ليل نهار أن أربيهم وأزوجهم، لكن كانت مكافأتهم لي بأن احدا لم يتعرف علي بإعطائي مصروف باستثناء ولد واحد لكنه توفي منذ حوالي السنة ".

وأضافت أم صياح "أعاني من عدة أمراض مزمنة كالرجفة ودواء الضغط والسكري وغيرها لدي 800 ليرة شهرياً مبلغ أدوية والباقي أدبر فيه أموري لنهاية الشهر فليس لي معين غير الله".

ورجت أم صياح ربها قائلة "لا أحتاج أي شيء من هذه الدنيا سوى أن أبقى أعيش بكرامة و أن لا أعوز احداً ، فصحيح أن المعاش الذي آخذه من الدولة قليل ويوجد العديد من الأمور والحاجات التي لا أستطيع شراؤها إلا أنني راضية بما كتبه الله علي".

يا فرحة لم تكتمل

على الرغم من الزيادات العديدة التي طرأت على معاشات الموظفين والمتقاعدين فإنها تغفل أو لا تذكر زوجات الموظفين المتوفين، حيث قالت أمينة المصري "عندما سمعت الخبر الأخير المتعلق بزيادة الرواتب إلى 6010 ليرات، سعدت كثيرا وقلت بأنني لن أحتاج بعد ذلك إلى مساعدة احد ولكن تفاجأت بعد ذلك بأن القرار لا يشمل الأيتام وأرامل المتقاعدين مع أننا بأشد الحاجة إلى هذه الزيادة أكثر من غيرنا، فنحن لسنا بالشريحة الواسعة ولن نكلف الدولة عبء إضافي لو تم زيادة معاشاتنا ".

من جهته قال مدير الشؤون التأمينية في مؤسسة التأمينات الاجتماعية محمود الدمراني انه "عندما صدر المرسوم التشريعي رقم 33 لعام 2009 المتضمن رفع الحد المعفى من ضريبة دخل الرواتب والأجور إلى 6010 ليرات شهرياً والذي يأتي في إطار تحسين مستوى الرواتب والأجور للعاملين في الدولة والقطاع الخاص المتقاعدين على قيد الحياة فقط وليس المتوفين".

وأضاف الدمراني "نحن في مؤسسة التأمينات الاجتماعية ندفع لهذه الشريحة معاشات من دون وارد، فنحن لا نستطيع أن نرفع معاش المتقاعد المتوفي لورثته بحيث يصبح كل واحد منهم يأخذ 6010 ليرة سورية لأنه في هذه الحالة ستخسر مؤسسة التأمينات مبالغ كبيرة هي ليس بمقدورها أن تتحملها، لأن هذا المعاش هو ليس لصاحب العلاقة وإنما للورثة ومن يصبح لوريث الوريث وهكذا".

وفيما يخص طريقة احتساب معاشات هذه الفئة أوضح مدير الشؤون التأمينية بأنه "يأخذ المتقاعد الذي على قيد الحياة معاشه لكن بعد أن يتوفى يكون هناك ورثة لهذا المتقاعد فمن الممكن أن يكون شخص واحد ممثلاً بزوجته ومن الممكن أن يكونوا 10 أشخاص ، حيث أن معاش المتقاعد المتوفي يقسم على 8 أقسام فالزوجة تأخذ 3أقسام المعاش والأولاد يأخذون 4أقسام والباقي يذهب إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية".

وعن سبب كون الراتب الذي تتقاضاه الأرامل قليل لفت الدمراني إلى أنه " بشكل طبيعي عندما نرى أن راتب الزوج المتقاعد في الأساس 10 آلاف ليرة ونأتي ونقسمها على الورثة فشيء طبيعي أن يحصل كل واحد من الورثة على مبلغ قليل يقدر بـ1000 أو 2000 ليرة سورية".

وأكد الدمراني أنه "لا يوجد أي فكرة حالياً آو مشروع يتضمن زيادة رواتب الأرامل والأيتام، لأن اهتمام مؤسسة التأمينات الاجتماعية ينصب بالدرجة الأولى عل المتقاعدين والموظفين الأحياء وليس الأموات".

نداء استغاثة

أم محمد وأم صياح وأمينة المصري ناشدوا المسؤولين وخصوصاً السيدة أسماء الأسد عبر سيريا نيوز بالنظر في أوضاعهم وزيادة معاشاتهم لتكفيهم سؤال الناس، فتقول أم محمد "نناشد السيدة أسماء الأسد في النظر بأوضاعنا نحن الأرامل، فنحن نعرف أن السيدة الأولى همها الوحيد هو نصرة المرأة السورية ومساعدتها والحفاظ على حقوقها وتأمين حياة كريمة لها".

بدورها قالت أمينة المصري"نطالب المعنيين عن المعاشات بتحسين أوضاع معيشتنا إلى الحد الأدنى كي نستطيع أن نعيش حياة كريمة كأي مواطن بعيدة عن العوز، كما أناشد السيدة الأولى بالنظر في أوضاعنا فنحن تعودنا كما نرى دائماً على التلفاز أن السيدة الأولى تقوم بزيارة الأطفال والنساء المحتاجين وتقدم لهم المساعدة ".

أما أم صياح فاقترحت أن "يكون هناك صندوق أو جمعية مختصة بالأرامل تقوم بمساعدة هذه الفئة مادياً نظراً لأن معظم الأرامل لا تستطيع العمل إما لتربية أولادها أو لكبر سنها، ولا أن تشمل فقط زوجات الموظفين المتوفين وإنما جميع الأرامل واللواتي ليس لهم أي وارد مادي".

يذكر أن عدد المستفيدين من معاشات الموظفين المتوفين(الورثة) بلغ حتى نهاية عام 2009 حوالي 173 ألف مستفيد،يشمل الأرامل والأبناء من بنات غير متزوجات وأبناء ذكور حتى سن الـ21.

أسامة مكية - سيريانيوز

الله يرزقهم من حيث لا يحتسبون ويصلح لهم ذرياتهم ويبرون بهم

ويصلح حال الدولة

اللهم امييييين

آمين يارب لعالمين

مشكورة اختنا على مرورك