كتب السيد فيليب وورد عن السيدة البريطانية جرترود بل التي زارت حائل عام 1914م الموافق 1332هـ .. أنها حملت بعد عودتها الانطباع التالي لكل أصدقائها .. وأستشهد بما كتبته في مذكراتها .. ( ... أنني أحمل انطباعا عميقا عن جمالها ومفاتنها في كل شيء تورد أشعة الشمس على القصر والمدينة .. فن المعمار في بوابة القصر .. شوارعها النظيفة عديمة الضوضاء وقد يكون غريبا إن قلت عديمة الغبار أيضا .. حقول الذرة الخضراء وهي تشع كاللؤلؤة من بين الحيطان ... ) ..
7 / كتب الأمريكي الجنسية ألدن روتر إثناء رحلته من دمشق إلى حائل في أواخر أكتوبر عام 1929 م الموافق أواخر جماد أول 1348هـ وهو متجه غربا في طريقه إلى مدينة حائل بعد بزوغ فجر أحد أيام رحلته .. كتب معايشا المشهد الذي أنكشف حوليه .. ( ... عندما ارتفعت الشمس عن الأفق خلفنا .. أسدل الستار عن منظر خلاب حولنا .. فقمم الجبال الشامخة بدأت تشق طريقها عن بعد في أعماق السماء الخافتة .. وكأنها تطفو في الجو في حين تخبأن قواعدها خلف سديم قرمزي .. وكلما ارتفعت الشمس إلى أعلى قليلا كلما أصبحت القمم زرقاء اللون بينما تتحول السهال من أمامنا إلى اللون الأصفر تدريجيا .. إما الرمال المتراكمة بكثافة على الانحدارات الجنوبية من سلسلة جبال السبروات خلفنا فقد لمعت من تحت القمم الياقوتية كذهب عذراء .. شيئا أخر بدأ ينضح ببطء أمامنا من خلال الضباب البعيد .. انه جبل جرانيتي .. وهو يبدو وكأنه ينبثق من السهال بشكل عمودي إلى ارتفاع يصل 5000 قدم تقريبا .. فكتل القمم والصخور شديدة الانحدار أصبحت الآن مقاطع ذهبية وانعاكسات زرقاء متوازنة في السماء .. إنه جبل أجا ... ) ..
8 / كتب الكاتب محمد سعيد حسن كمال عن حائل بعد زيارته لها في جماد أول 1378هـ الموافق 1958م .. ( … حائل مدينة مشهورة جبال طي .. من جبال أجا .. في جنوبيه .. قريب منه .. متسعة .. منظرها جميل خلاب .. وفلوانها متسعة .. يجدر بها أن تكون مصيفا حيويا إذا ربطت بالمواصلات مع بقية البلدان .. ومع هذا فهي مدينة تاريخية ترجع إلى الزمن القديم ... ) .. ثم أستشهد ببعض من الأبيات التي تصف حائل وأستطرد .. ( ... وتعد اليوم حائل من أشهر مدن الشمال .. هواؤها جيد وتربتها حسنة صالحة للزراعة ومناظرها جميلة .. ونخيلها متسق طويل .. يكثر بها زراعة النخيل .. كما يزرع بها الأثل وأشجار البرتقال والفواكه … ) ..
9 / كتبت الدكتورة وفاء فهمي السنديوني في موضع بحث عام 1403هـ الموافق 1983م عن تغني الكثير من الشعراء بالطبيعة العذبة لحائل بعدما استشهدت بأبيات للشاعر الطائي جابر بن حريش .. ( ... فتلك القدرة التي هيأت للشاعر الجمع بين تلك البقاع والجبال بحائل ببلاد طي مبعثها الارتباط ببلاده الذي جعله يضع مبررات منطقية لذلك الحب .. فليس أرض أكثر من بلاد طي ماء وروضا أخضرا ونعاما يبيض .. ولا يبيض النعام إلا في الأرض ذات الخصب والماء ... ) .. وفي موضع أخر وبعد أبيات أخرى كتبت .. ( ... فهذا الشعور يصور الكثير من جوانبه الظواهر الطبيعية الخاصة ببلاد طي بما في ذلك من تضاريسها وما تضمه من جبال منيعة متطاولة ووهاد وأودية ومسايل وعيون وأنواع الزرع والثمار والزهور .. وهذه الطبيعة لم تزل تمتد امتدادا إلى يومنا هذا .. إذ تعد حائل من أخصب مناطق المملكة وأرقها جوا ونسيما .. فهي ذات طبيعة ساحرة طالما أنطقت هؤلاء الشعراء بأغاني الطبيعة العذبة ... )..
10 / كتب فيليب وورد عام 1983 م الموافق 1403 هـ في خاتمة كتابه ( حائل .. مدينة أرياف .. المملكة العربية السعودية ) عن حائل ما يلي .. ( ... بعد قصص أوتينق وهوبر .. بلجريف وبلنت .. حان الوقت لنضع لمسات تليق بالطريقة التي تكيفت بها حائل وتتكيف لاحتياجات العصر الحالي .. إن من أبرز شواهد التغيير في وجه حائل المدينة هو .. توسعها الطبيعي.. مبانيها العالية الجديدة بطابعها المعماري التقليدي الممزوج بتناغم مع البيئة التي حولها.. الحدائق العامة الأنيقة التي تحاكي بأشجارها المزروعة حديثا وبساطها الزهري واحات حائل القديمة بمروجها الخضراء ... ) .. ثم أستطرد يصف أبرز الخدمات بحائل ابتداء من المطار وأقسامه وصالاته على أنه أول منظر سيطلع عليه أي زائر لحائل .. بعد ذلك كتب .. ( ... اما المشهد الثاني فسوف يكون إحدى الطرق الواسعة المنارة ليلا .. وهو طريقا مزدوجا ذو اتجاهين يفصل بينيهما جزيرة خضراء فيها أشجار وضفاف مغطاة بالعشب الطبيعي ... ) .. بعد ذلك تناول الكاتب فيليب في بقية مقاله أبرز ملامح التطور والنهضة التي كانت تعيشه حائل من خدمات وغيرها .
11 / إما عن نظافة حائل فقد أجمع على روعتها كل من زار حائل بما فيهم الرحالة والمستشرقين الذين زاروها بين حين وآخر أمثال هوبر وجوليس بوتينج وتشارلز مونتاقو دوتي والسيدة جرترود بل والليدي آن بلنت وولفرد وغيرهم .. وأكدت شهادتهم أن النظافة عند سكان حائل هي بصفة عامة سمة لا تزال تتوارث عبر الأجيال منذ القدم .. في هذا الصدد تقول الرحالة الليدي آن بلنت التي زارت حائل عام 1879م الموافق 1296هـ ..( ... لن أنسى الانطباع الذي أخذني حين دخلت المدينة من نظافة الجدران والشوارع الخارقة للعادة والذي يكاد يعطي جوا خياليا ... ) .. وورد ضمن انطباع السيدة جرنرود بل العميق وحملته معها في طي ذكرياتها "على حد قولها" عن محاسن ومفاتن مدينة حائل بعد الزيارة التي قامت بها في عام 1914 م الموافق 1332 هـ .. ( ... شوارعها النظيفة عديمة الضوضاء عديمة الغبار أيضا ... ) .. ويقول الرحالة ادوارد نولد الذي زارها ما بين عامي 1893و 1894 م الموافق 1311 هـ .. ( .. كل شيء يرى بحائل من مباني وجدران وحدائق وأبار تبدو نظيفة وأنيقة وكأنها بنيت أو أنجزت للتو ... ) .. وأستطرد في موضع أخر كتب قائلا .. ( ... إن مطابخ قلعة حائل بنظافتها غير العادية وبتجهيزها الجيدة يمكن أن توصف بكل أمانة بأنها رائعة ... ) ..
منقول