تلاحق حمى الخلوي الشباب السوري، إذ بات من النادر أن تجد شابا لا يقتني جهازا خلويا لأن ذلك يعتبر من الأمور المعيبة في نظر الكثيرين.
كما أن موضة تغيير جهاز الخلوي باتت منتشرة على نطاق واسع، حيث يتباهى بعض الشباب بشراء الأجهزة الحديثة مع اكسسواراتها الكاملة رغبة منهم في لفت نظر الجنس الآخر، "لأن الفتيات ينظرن إلى الشاب حسب نوعية جواله"، كما يقول خالد سيف.
ويضيف "أتابع دائما سوق الخلوي لأقتني كل جديد، لذلك يصفني بعض الأصدقاء بأني مهووس بالخلوي، لكنني أعتقد أننا في عصر التقنية ويجب أن نستفيد من كل منتجات هذه التقنية".
ويشكل خالد نموذجا لعدد كبير من الشباب الذين يقعون ضحية أصحاب محال بيع الخلوي الذين يحرصون على تقديم كل ما هو جديد بهدف جذب شريحة الشباب التي تشكل النسبة الغالبة من زبائنهم.
ففي ظل التطور التقني الهائل الذي تشهده وسائل الاتصال لم يعد الخلوي مجرد جهاز اتصال، تقدم اجزة الخلوي على انها مظهر اجتماعي يرتبط بأذواق المستخدمين وأمزجتهم، كما أن التقنية التي أضيفت عليه (كاميرا- تلفزيون- تصفح انترنت) جعلته ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها.
ويؤكد أحمد يوسف (صاحب محل بيع لأجهزة الخلوي) أنه يحصل بشكل شهري على أنواع جديدة من أجهزة الخلوي، مؤكدا أن معظم الشباب يقتني نوعا معينا من الأجهزة دون غيرها مثل نوكيا وسامسونج وأريكسون.
وعن أسباب انتشار ظاهرة تغيير أجهزة الخلوي عند الشباب يقول يوسف "أعتقد أن الملل من الجهاز وسوء الاستخدام هو من أهم أسباب تغيير جهاز الخلوي، وإن كان معظم الشباب الآن يبحثون عن الأجهزة غريبة الشكل".
وتتسابق شركات الخلوي بالتعاون مع القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت في عرض أحدث النغمات والشعارات لقاء سعر رمزي بهدف تحقيق هامش من الربح.
وتقول رانيا بلال "أحاول دائما الحصول على النغمات الجديدة من خلال متابعتي لبعض الفضائيات الغنائية، كما أنني عادة ما أقوم بتحميل النغمات من خلال بعض مواقع الإنترنت التي أرتادها بشكل شبه يومي".
وتختلف آراء الشباب في النظر إلى جهاز الخلوي، ففي حين يعتبره البعض ضرورة ملحة، يعتقد البعض الآخر أنه حاجة زائدة.
وتقول دلال عبد الله "الخلوي بات ضرورة كبيرة لكن الكثير من الشباب يقتنيه للتباهي أمام الآخر، كما أن البعض يستخدمه بطريقة سيئة جدا".
وتؤيد زينة دلال في ضرورة اقتناء الخلوي، غير أنها تعتبر أن مساوئ استخدامه أكثر من محاسنه، مشيرة إلى أن بعض الشباب يسيء استخدام ملحقاته (الكاميرا أو خدمة البلوتوث) بهدف تحقيق مآرب شخصية.
فيما يعتقد أنس مسلم أن الخلوي وجد ليكون جهاز اتصال فقط، وإن كان يرى أن كل شخص يستخدمه حسب حاجته إليه.
ويبلغ عدد مشتركي الخلوي في سوريا حوالي 2,5 مليون مشترك حسب إحصاءات المؤسسة العامة للاتصالات، وتتوقع المؤسسة أن يصل العدد إلى 4 ملايين في السنوات الخمس القادمة.
وتقوم وزارة الاتصالات في سوريا بالتعاون مع شركتي سيريتل وأريبا بتقديم مجموعة من الخدمات تتضمن تخفيض سعر بطاقات الاشتراك إضافة إلى تخفيض رسم الاشتراك الشهري بهدف زيادة عدد المشتركين.
وكان وزير الاتصالات السوري عمرو سالم أعلن في حزيران/يونيو الماضي عن إطلاق ميزة الجيل الثالث من الاتصال الخلوي في سوريا.
وتوفر هذه الميزة الجديدة للمشترك تصفح الانترنت بسرعات عالية واستخدام الخدمات البنكية الالكترونية إضافة إلى استقبال البث التلفزيوني وخدمات الفيديو.