أمحلت ارض طيء وكان العرب قديما يرقبون البرق ويلاحقون جهته لمعرفة أماكن هطول المطر وهذه فراسة البدو القدامى فلاحظوا البرق يشع من إحدى الجهات من بادية الشام وكانت طيء هناك قبل أن ترتحل للجزيرة السورية منطقة القامشلي فأرسلت طيء فرقة من فرسانها تستطلع المرعى ومكان هطول المطر وعندما وصلوا إلى ذلك المكان كان وفدا آخر من قبيلة الموالي يستطلع المطر في نفس المكان فتعارفوا وكانت هناك خصومة بين القبيلتين وحروب وثارات فعمدوا للاتفاق على أن ينزل الجميع على ذلك المرعى ويتصالحوا صلح (مرعى) وكان هذا الصلح معروف لدى القبائل في ذلك الحين حيث ينزل المتخاصمين في مرعى واحد دون أن يتحاربوا وعندما ينتهي المرعى تعود كل قبيلة إلى مضاربها السابقة وتعود الخصومة كما كانت . وكانت لدى أمير الموالي ابنة فائقة الجمال تدعى حمره فتعلق بها ابن أمير طيء وأحبها حبا شريفا عذري دون لقاء وطلب من والده الأمير أن يخطبها له فأبى لصعوبة الطلب وتلك العداوة والثارات وخوفا من ان يرد الموالي طلبه ,وعندما انتهى المرعى عادت كل قبيلة إلى مكانها عمد ابن أمير طيء إلى المقربين منه من ثقات وجوه القبيلة واصطحبهم معه بحجة الصيد وذهب بهم إلى قبيلة الموالي وطلب من اميرهم أن يزوجه الفتاة بعد أن عرفهم بنفسه ,فما كان من أمير الموالي إلا أن عقد مجلس شورى القبيلة وسألهم رأيهم في هذا الخاطب الذي احتار في طلبه وقال لهم إنها ابنتكم إن شئتم زوجوها أو امنعوها فقال الوجهاء الذين يعرفون حجم أمير طيء وقبيلته نزوجها( بيوم من أيام العرب ) ومعنى هذا انه يوم دين لهذه القبيلة لدى طيء تطلبه حين تشاء لحرب أو نجدة أو مال أو أي شيء أخر مهما بلغ ثمنه ,فقبل الفتى الطائي ذلك الثمن الغالي الذي كلف القبيلة فيما بعد تسعون فارسا من خيرة فرسان طيء ,وذهب إلى دياره مع الفتاة حمره وأرسلت الموالي أربعون فارسا لحمايتهم حتى يصلوا ديارهم وعندما وصل ابن أمير طيء لدياره مع زوجته قص لأبيه ما جرى معه فغضب الأب غضبا شديدا ووبخ ابنه وعنفه لمعرفته بذلك المهر الغالي وقال له لا أضحي بفرسان طيء من أجلك واجل حبك, عد بالفتاة من حيث أتيت فتدخل الوجهاء من القبيلة وطلبوا من الأمير أن يصفح عن ابنه وان يبقي العروس وقالوا له لا نرد زوجه ابن أميرنا مهما بلغ الثمن وكان ذلك .وبعد مضي أربع أو خمس سنين وصلت من الموالي ذلولا" متشحة بالسواد ومعنى ذلك طلب النجدة وطلب يومهم الذي أعطاه لهم ابن الأمير فهبت طيء لتوفي الموالي يومهم وكانت قبيلتا (؟؟؟؟؟؟)و(؟؟؟؟؟؟)(( أود أن لا اذكر أسماء القبائل لعدم إثارة الحساسية )).قد أغارتا على الموالي وكانت لهم الغلبة إلى أن دخلت طيء معطرة الرماح المعركة فقلبت الأمر تماما وانتصروا على القبيلتين وقتل من طيء وحدها تسعون فارسا والموالي أكثر من ذلك والقبيلتان الأخريان أكثر بكثير . وبسبب كثرة القتلى بذلك اليوم سميت البنت( بحمره الموت