بحكم دراستي في اماكن من <<العالم المتحضر>> كما يصفه أصحاب العقول المريضة طبعا وليس الكل من سكان الساحل والداخل ... قررت كتابة هذا الموضوع ... وهو رد بسيط للحقيقة المزيفة في عقولهم عن الشوايا...
(( لافضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى والعمل الصالح)) ..
الشوايا كلمة منتشرة في بلاد الشام وسوريا على وجه الخصوص وتعتبر هذه الفئة من الفئات الثلاثة التي
ينقسم المجتمع السوري :
الحضر : وهم سكان المدن والقرى ممن يعملون بالفلاحة والتجارة وغيرها
البدو : وهم ممن يعيشون خارج المدن ويقومون بتربية الأبل والخيل ، وكانوا يعتدمدون عليها في غزواتهم وحروبهم ، وهم يتميزون بالصبر والجلد .
الشوايا :
وهم البدو المتخصصون في تربية الماعز والضأن والخيل . وعلى خلاف أهل الإبل، لا يستطيع الشوايا التوغل في الصحراء ولا يحتملون مشاق النجعة البعيدة، لعدم استطاعة ماشيتهم على ذلك وحاجتها للماء بشكل يومي.و هذا الصنف من البدو قليل ماكانوا يربون الأبل .
وكان في القبائل العربية مايسمى (الخوة) عبارة عن قسم من الأموال والحلال تقوم القبائل الضعيفة بأخراجها ودفعها للقبائل القوية التي يعيشون في كنفها وتحت حمايتها.
وهكذا ينقسم أهل الجزيرة السورية من العرب حسب نمط الإنتاج إلى حضر مستقرين في المدن والقرى يعملون في التجارة أو فلاحة الأرض، وشوايا شبه مستقرين يقومون على رعي الضأن والماعز، وبدو رحل يقومون على رعي الإبل. إلا أن هذه الفئات الثلاث، رغم تمايزها الإنتاجي ونمط حياتها اليومي، تشكل مع بعضها البعض طبقة الأصيلين، أي المنحدرين من أصول قبلية عربية قحطانية وعدنانية أصيلة . التي تقابلها طبقة غير الأصيلين ممن لا ينتمون لأصول قبلية. لا يقل الحضري عن الشاوي فخرا بانتمائه القبلي الذي يعد جواز المرور إلى طبقة الأصيلين. هذا يجعل الحضري ابن عم الشاوي بحكم انتماء الاثنين إلى نفس القبيلة، بما يفترضه ذلك من تسلسلهما من نفس الجد. والمتوقع من أبناء القبيلة الواحدة، بدوهم وحضرهم، أن يتكاتفوا ويتآزروا ويعين بعضهم بعضا. ومما يعزز هذه العلاقة ويمنحها صفة الديمومة ما يقوم بين بدو القبيلة وحضرها من اتصالات مكثفة وزيارات متبادلة وتبادل خدمات ومنافع وتزاوج وتضامن وتكافل. ولا يقل حضر القبيلة عن بني عمهم البدو في تمسكهم بقيم البادية من كرم وشجاعة وربما شاركوهم في غزواتهم وفي أحيان كثيرة لا تكاد تميز لهجة البدوي منهم من لهجة الحضري.
ولكن وكما نعلم بأن الحياة تسير بأتجاه الحضر أي بأتجاه نزوح البدو إلى المدن ، ولكن كل ما وردناه عن هذه الأنماط لم يبقى منها إلى نمط واحد وهم البدو الشوايا الذين يسكنون المدن والقرى فلم يبقى من الذين يرحلون وينزلون بمواشيهم ولم يبقى أصلاً أبل كل ما بقي هو الضأن التي مازال بعض الناس يقتنيها في القرى .
لكن المصيبة عند بعض الناس وخصوصاً السوريين الذين لا يعرفون شئ عن واقع البدو الشوايا وأغلب هؤلاء السوريين من الساحل السوري والشام ومناطق الداخل , وعندهم الشاوي رمز للتخلف .
فعلى سبيل المثال والدي طبيب أسنان وأنا أنهيت ماجستير في الهندسة الكيميائية والآن أحضر للدكتوراة في هذا المجال ولكن عندما يسمعني أحدهم أتكلم بلهجتي البدوية أو يراني وأنا ألبس الشماغ على رأسي وأضع العقال فأنا في نظر هؤلاء شاوي ، وفعلاً أنا شاوي لكن النظرة المتكونة لدى هذا الإنسان عن الشاوي أنه متخلف ويتغرب عندما يعلم أن هذا الشاوي الذي أمامة يتمتع بتحصيل علمي أفضل من تحصيله على أغلب الأحيان ، لأنه لو كان هذا الرجل الذي كون هذا الأنطباع الخاطئ عن الشوايا عرف ما معنى شاوي لعلم أن هذا فخر وليس ذم وأن الشاوي هذا ليس بالضرورة أنه مازال يرعى الأغنام والخيل وجاهلاً بالقراءة والحساب . رغم ان مهنة رعاية الأغنام مارسها كل الرسل والأنبياء وهي شئ نعتز به .
ومما لا شك فيه أن البدو الشوايا أقرب للخير من أهل المدن وهم يتصفون بالشجاعة والكرم والصدق ومن عاداتهم أغاثة الملهوف وحسن الجوار ، والشوايا يتميزون بصفاء الذهن وسرعة الحفظ وتعلم الأدب وحفظ الشعر ، كما ويحترمون الوالدين أجل وأكبر أحترام ويحترم صغيرهم كبيرهم ، ويفخرون بأنسابهم الأصيلة ويدافعون عن ديارهم وبلادهم بكل قطرة يمتلكونهم . والعشائر العربية بسوريا هي أمتداد للعشائر العراقية وفصلت بينهم الحدود المصطنعة ، وكلنا يعرف أن المقاومة العراقية في العراق هي بفضل العرب والعشائر العربية في العراق .
ولا يقاس الشوايا بتصرف فرد منهم فهذا مخالف للعقل فضلاً عن كونه مخالفاً لكل منطق وعرف أجتماعي فالفرد لا يمثل الجماعة بحسن أو سوء سلوكه ، لكن يقاس الشوايا بعمومهم وبعاداتهم النبيلة التي توارثوها أباً عن جد ، وعن صدق وبساطة تعاملهم خلافاً لما هو الحال عليه من الغش والحتيال والأخلاق الذميمة الذي اصبح فخراً يفخر به البعض من سكان المدن الكبرى . لذلك أرجوا من الأخوة المزيد من الشفافية والتمحيص عند التطرق لهذه المواضيع وأرجو أيضاً ألتماس المصداقية والحقيقة لا التلفيق والأزدراء .