صب الحق في تحريم الاحتفال بعيد الحب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بحرمة الاحتفال بعيد الحب فهو عيد روماني وثنى أي أنه من أعياد الكفار يحتفلون به في يوم 14 فبراير من كل سنة تعبيراً عما يعتقدونه في دينهم الوثني أنه تعبير عن الحب الإلهي ، وأحدث هذا العيد قبل ما يزيد على 1700 عام في وقت كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان ، وقد أعدمت دولتهم أيام وثنيتها القديس فالنتين الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً ، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب ، ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا و أوروبا لإعلان مشاعر الصداقة ، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين ، وأصبح لهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي ، وتبدأ القصة بأن الرومان كانوا يحتفلون في 14 فبراير بملكة آلهة الرومانيين جونو ، وكانت تتفسخ وتنحل أثناء احتفالهم بهذا العيد ، فتقوم الفتيات بكتابة أسمائهن في أوراق ثم يضعنها في زجاجات فارغة، ثم يأتي كل شاب فيختار بالقرعة اسم عشيقته ليحتفل بها في هذا العيد، واستمر الحال على ذلك حتى القرن الثالث الميلادي الذي كان يحكم الرومان فيه الإمبراطور كلاوديس الثاني ، والذي قام بعدة حملات حربية باءت بالهزيمة والفشل ، فأدرك أن سبب ذلك هو صعوبة جمع رجال الجيش بسبب ارتباطهم بزوجاتهم وعشيقاتهم ، مما حدا به إلى إصدار أمر يمنع القساوسة فيه أن يتموا للجنود عقود الزواج ، فاضطر القساوسة جميعهم للاستجابة لأمره إلا قسيساً كان يدعى : ( فالنتاين ) فقد أبى الانصياع لأمره ، وكان يتم عقود الزواج سراً ، لكن سرعان ما افتضح سره، وبان أمره، فتم اعتقاله وإدانته بمخالفة الإمبراطور وحُكِم عليه بالإعدام، وأثناء إقامته في السجن تعرف على ابنة السجان، والتي كانت تزوره متخفية، مصطحبة معها وردة حمراء لإهدائها له، فوقع في حبائل حبها وغرامها، وخرج عن تعاليم شريعته النصرانية التي تُحرِّم على القساوسة الزواج أو عقد العلاقات العاطفية، ثم إن الإمبراطور قد دعاه إلى عبادة آلهة الرومان مقـابل العفو عنه، ولكنه رفض ذلك وثبت على نصرانيته فنُفِذ فيه حكم الإعدام في يوم 14 فبراير عام 207م ، ومن حينها أطلق عليه النصارى لقب قديس ؛لأنه فدى النصرانية بروحه، وشفعوا له خطيئة وقوعه في الحب بسبب ثباته على دينه، وقاموا بإحياء ذكراه في هذا اليوم من كل عام وأصبح عشاقهم يتبادلون في هذا اليوم الهدايا والورود الحمراء وبطاقات تحمل صورة كيوبد الطفل المجنح الذي يحمل قوساً ونشاباً والذي يمثل إله الحب لدى الرومان، ومن ذلك التاريخ وإلى هذا اليوم والنصارى يحيون هذه الذكرى ويسمونها عيد الحب ،وتحريم عيد الحب راجع إلى أن في الاحتفال بعيد الحب تشبه بالكفار ، وقد قال r :« خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ »[1]، و قال r: « من تشبه بقوم فهو منهم »[2]، فهذه الأحاديث تدل على تحريم التشبه بالكفار ،والأصل في النهى التحريم ما لم يأت ما يصرفه عن التحريم[3] ، وفي الاحتفال بهذا العيد اتباع ما لم يشرعه الله عز وجل ، وفي الاحتفال بهذا العيدعصيان الله بفعل ما نهى الله عنه ،وهو الاحتفال بغير عيدي الإسلام، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( كَانَ لأهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ r الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى )[4] فاليومين الجاهليين لم يقرهما النبي r ، ولاتركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ، فيكون ما سوى عيد الفطر والأضحى يحرم الاحتفال به ،و من يحتفل بها العيد فقد تشبه بالكفار وخالف هدى سيد الأخيار ،واتبع ما لم يشرعه العزيز الغفار وبالله التوفيق ،وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الفرقة السادسة الأحد 21/1/ 2007 م
[1] - رواه البخاري في صحيحه رقم 5892 ورواه مسلمفي صحيحه رقم 259
[2] - حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبى داود رقم 4031
[3] - انظر أصول الفقه للشيخ محمد الخضري ص 198 دار الحديث الطبعة الأولى 2001 م وعلم أصول الفقه د. محمد الزحيلي ص 236 دار القلم الطبعة الأولى 2004 م ،و الوجيز في أصول الفقه د. عبد الكريم زيدان ص 302 مؤسسة الرسالة الطبعة السابعة 2000 م ، و أصول الفقه د. محمود بلال مهران ص 352 دار الثقافة العربية 2004 م ،والوجيز في أصول الفقه د. وهبة الزحيلي ص 215 دار الفكر ،وشرح الأصول من علم الأصول للعلامة ابن عثيمين ص 136 المكتبة التوفيقية
-[4] حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي رقم 1556 منقول للفائدة