منتديات الشيوخ
منتديات الشيوخ
منتديات الشيوخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشيوخ

عساف طي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أدونيس بين قوسي قزح ج1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lord-mah
مشرف منتديات الشعر
مشرف منتديات الشعر
lord-mah


عدد الرسائل : 157
العمر : 35
البلد : سوريا /حلب
الوظيفة : عاطل عن العمل عايش على الأمل
تاريخ التسجيل : 10/08/2007

أدونيس بين قوسي قزح    ج1 Empty
مُساهمةموضوع: أدونيس بين قوسي قزح ج1   أدونيس بين قوسي قزح    ج1 Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2009 2:53 am

أدونيس





اسمه علي أحمد سعيد إسبر, و (أدونيس) هو لقب اتخذه منذ 1948.

ولد عام 1930 لأسرة فلاحية فقيرة في قرية (قصابين) من محافظة اللاذقية. لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة, لكنه حفظ القرآن على يد أبيه, كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى.

في ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك, والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب, فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في (طرطوس); فقطع مراحل الدراسة قفزًا, وتخرج من الجامعة مجازًا في الفلسفة.

التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معًا مجلة (شعر) في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) بين عامي 1969 و 1994. درّس في الجامعة اللبنانية, ونال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973, وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.

بدءًا من عام 1981, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عددًا من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم. وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة .

غادر بيروت في 1985 متوجها ري باريس بسبب ظروف الحرب.
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسيل.
ثم جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر 97

المؤلفات :
قصائد أولى ط 1، دار مجلة شعر بيروت، 1957
أوراق في الريح، ط أ دار مجلة شعر بيروت، 1958
أغاني مهيار الدمشقي، ط 1 ، دار مجلة شعر، بيروت، 1961
كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل
المسرح والمرايا، ط 1 دار الآداب، بيروت 1968
وقت بين الرماد والورد، ط 1، دار العودة بيروت 1970
هذا هو اسمي، دار الآداب بيروت 1980
مفرد بصيغة الجمع، ط 4، دار العودة بيروت 1977
كتاب القصائد الخمس، ط 1، دار العودة بيروت 1979
كتاب الحصار، دار الآداب بيروت 1985
شهوة تتقدم في خرائط المادة، دار توبقال للنشر الدار البيضاء 1987
احتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة دار الآداب، بيروت 1988
أبجدية ثانية دار توبقال البيضاء 1994
الكتاب أمس المكان الآن - دار الساقي بيروت لندن 1995
مختارات من شعر يوسف الخال، دار مجلة شعر بيروت، 1962
أدونيس مع والدته
ديوان الشعر العربي الكتاب الأول، المكتبة العصرية بيروت 1964
الكتاب الثاني، المكتبة العصرية، بيروت 1964
الكتاب الثالث، المكتبة العصرية، بيروت 1968
مختارات من شعر السياب، دار الآداب بيروت 1967
مختارات من شعر شوقي (مع مقدمة) دار العلم للملايين بيروت 1982
مختارات من شعر الرصافي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من الكواكبي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1982
مختارات من محمد عبده (مع مقدمة) دار الحلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من محمد رشيد رضى (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983
مختارات من شعر الزهاوي (مع مقدمة) دار العلم للملايين، بيروت 1983 (الكتب الستة الأخيرة، وضعت بالتعاون مع خالدة سعيد)
مسرح جورج شحادة
حكاية فاسكو، وزارة الإعلام الكويت 1972
السيد بوبل، وزارة الأعلام الكويت 1972
مهاجر بريسبان، وزارة الإعلام الكويت 1973
البنفسج وزارة الإعلام الكويت 1973
السفر، وزارة الإعلام الكويت 1975
سهرة الأمثال، وزارة الإعلام الكويت 1975
الأعمال الشعرية الكاملة لسان جون بيرس
منارات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، د مشق 1976
منفى، وقصائد أخرى، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1978
مسرح راسين
فيدر ومأساة طيبة أو الشقيقان العدوان، وزارة الإعلام، الكويت 1979
الأعمال الشعرية الكاملة لإيف بونفوا، وزارة الثقافة، دمشق 1986
الأعمال الشعرية الكاملة ديوان أدونيس، ط 1 دار العودة بيروت 1971
الأعمال الشعرية الكاملة، دار العودة بيروت 1985. ط 5، دار العودة بيروت 1988
مقدمة للشعر العربي، ط 1، دار العودة، بيروت، 1971
زمن الشعر، ط 1، دار العودة، بيروت 1972
الثابت والمتحول، بحث في الإتباع والإبداع عند العرب
الأصول
تأصيل الأصول
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني
صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري دار الساقي،
فاتحة لنهايات القرن، الطعبة الأولى، دار العودة بيروت 1980
سياسة الشعر، دار الآداب، بيروت 1985
الشعرية العربية، دار الآداب، بيروت 1985
كلام البدايات، دار الآداب، بيروت '1990
الصوفية و السوريالية، دار الساقي، بيروت، 1992
النص القرآني و آفاق الكتابة، دار الآداب، بيروت 1993
النظام والكلام، دار الآداب، بيروت 1993
هاأنت أيها الوقت، دار الآداب، بيروت 1993. سيرة ثقافية.@

الجوائز:
جائزة الشعر السوري اللبناني - منتدى الشعر الدولي في بيتسبورغ -أمريكا - 1971
جائزة جان مارليو للآداب الاجنبية _ فرنسا _ 1993
جائزة فيرونيا سيتا دي فيامو روما _ ايطاليا 1994 _
جائزة ناظم حكمت _ اسطنبول _ 1995
جائزة البحر المتوسط للأدب الاجنبي _ باريس
و جائزة المنتدى الثقافي اللبناني _ باريس 1997
جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر1998
جائزة نونينو للشعر - ايطاليا 1998
جائزة ليريسي بيا _ ايطاليا _ 2000

**************************
أول الشعر

أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى
والآخرون - بعضهم يظنّك النّداءَ
بعضهم يظنّك الصّدى.
أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً
للنور والظّلامِ
يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ
والآخرون - بعضهم يرى إليك زبدًا
وبعضهم يرى إليك خالقًا.
أجمل ما تكون أن تكون هدفًا -
مفترقًا
للصّمتِ والكلامِ .

*************************
أول الشعر 2

... إنه العُرْيُ يكشف عن جثثِ الكلماتِ
إنّه الكونُ يذبلُ
ضيّعتُ ناري
...
لغتي غيرُها
خطُواتي
لم تعد خُطواتي.

*****************************
أول التهجية

نقدرُ, الآنَ, أن نتساءلَ كيف التقينا
نقدرُ, الآنَ, أن نَتَهجّى طريقَ الرّجوعْ
ونقولَ: الشواطىءُ مهجورةٌ,
والقلوعْ
خَبَرٌ عن حُطامٍ.
نقدر, الآن, أن ننحني, ونقولَ: انْتَهَيْنا .

********************************
أشخاص
1
أحمدٌ...
تحت أهدابهِ نجومٌ
غير أنّ العناكب تنسج أحلامَهُ.
2
يَستضيء سليمانً، لكن بقوّتهِ النّابِذَه
حين قال: اهتديتُ، وأسلمَ أجفانَهُ
لِلضّياء الذي شَعَّ في بيتِه
كان وجه الفضاء غراباً على النافذه.
3
لم يقل قاسِمٌ: إنّ للحلم فأساً
قال: للحُلْمِ حَقْلٌ...
4
وردةٌ أجْهشَتْ بالبكاءْ
حين غطّى عليٌّ بأوراقِها وجهَهُ،-
كان يبكي الطّيورَ التي هاجَرَتْ
ويُعزّي الفضاءْ.
5
فجأةٌ - في تَقاطُع دربين، وَجْهٌ -
هُوَ؟ لكنّه ماتَ، أو قيل ماتَ. ضجيجٌ
عرَباتٌ
وباعةُ خَسٍّ وتَبْغٍ،
أَأُناديهِ؟ ناديتُ - وجهٌ
لم أميّز ملامِحَه، رَدّ... أهْلاً،
ما اسْمُهُ؟
ضجّةٌ ورصاصٌ - فجأةً، وهديرٌ:
صوتُ نَقّالةٍ...
6
كُلَّ نَهارٍ...
يَسْتَيْقظُ قبلَ الشّمس، لينظرَ من شُرفَتِه
كيف يُحيّي الزّهْرْ
خطواتِ الفَجْر.
7
- ما الذي يُدخل الفضاءَ لغرفتِهِ الدّاميهْ؟
- نارُ أشلائِهِ العاليهْ.
8
إِعتذرْ
لِلدُّروب التي ضَلَّلَتْها
خطواتُكَ، واخْضَعْ
لِلظّلام النَبِيّ
أكثرُ من مارقٍ أنتَ في هَوْلِ معراجكَ العربيِّ.
9
لا المداراتُ، لا اللّغة النّافره
مِن جراح المدينةِ أَغْوتكَ، - أسلمتَ لِلّحظة العابِره
خطواتِكَ،-
لا شيءَ غيرُ الطّرائِدِ في غابةِ الذاكرهْ.
10
جسمكَ الآنَ قِنديلُ ظنٍّ
والمكان يموجُ من الرُّعبِ، عيناكَ لا تُغمضانْ
خوفَ أن يهربَ المكانْ.
11
لا أُريدكَ أنْ تتحدّثَ أو أن تلوّح: أبْهَى
أن تَظَلَّ غياباً
كي تظلّ سؤالاً.
12
كان هذا مَمَراً إلى بيتها، - كثيراً
خبّأتْنا شجيراتُه، ورسمنا
في تقاطيعهِ خُطانا،-
وهنا كان مروان يجمع أصحابَهُ..
مات ميثاقهم وماتوا
وامّحت هذه العتَباتُ.
13
أخذوهُ إلى حفرةٍ، حرقوهُ
لم يكن قاتلاً، كان طِفْلاً
لم يكن... كان صوتاً
يَتموّجُ ، يعلو مع النّار، يَرْقى على دَرَجات الفضاءْ
وهُوَ، الآنَ، شَبّابَةٌ في الهواءْ.
14
ليس منديلُها لِيُلَثَّمَ وجهاً
أو يردَّ الغبارَ، وليس لكي يمسحَ الدّمعَ ، منديلُها
طَبقُ الخبز والجبن والبيضِ، وهو لِحافٌ
لِرشّاشِها،-
كان منديلُها رايةً...
15
تَرَكَ القافله
ومزاميرَها وهواها،-
مُفْرَدٌ، ذابِلٌ
جذبتهُ إلى عِطرها
وردةٌ ذابله.
16
ستَظلُّ صديقي
بين ما كان، أو ما تَبقّى
بين هذا الحطامْ،
أيُّهذا البريقُ الذي يلبس الغيمَ، يا سيّداً لا ينامْ.
17
لا يَلمَحُ غيماً، لا يلمح ناراً-
مِن أين إذنْ، سَيجيء الماءْ؟
أيجرّ خطاه مع الكلمات، ويتبع قافلةَ الأشياءْ؟
18
أخذت ما تيسّر من خبزها / كان طفلٌ
يتلهّى بعكّازها
ويدبّ على قدمَيْها،-
حملته كجوهرةٍ، غَمَرتْهُ
ورمت فوقَهُ وجْهَهَا
ومَضَتْ تتوكّأُ / عُكّازُها
إرثُها من أبٍ
مات قَتْلاً...
19
أَلنّهار رغيفٌ
والمساءُ إدامٌ لهُ،
أَلمساءُ رغيفٌ
والنهارُ إدامٌ لهُ
ورقٌ يتقلّب في ريحِه /
سيكونُ الشتاء طويلاً
سيموت الربيعُ بلا أُغنياتِ،-
إنّ هذا رثاءٌ لليلى التي لم تمُتْ...
20
أحداً كنتَ أو لا أحدْ
وَمْضَةً أو رماداً
بين أشلاء هذا الزمانِ، - سَواءٌ قُذِفْتَ إلى ظُلمَةِ القاع،
أو غَمرَتْك جبال الزّبَدْ،
نكهةُ الفَجْرِ أنتَ، وضوء المسافاتِ أنتَ، وهذا المدى
لشموسك ، هذا الصّدى
لأغانيك، - صوْتي في غَصّةٍ، ورياحيَ مخنوقةٌ،
وأغنّيك وجهكَ وجهك، لكنّ موتك مَوْتي
غير أنّيَ في نَزْفِ جُرْحِكَ، في نار أوجاعِهِ أتفجّرُ،
أجلو لنفسيَ نفْسي
ويُصالح بيني وبين حياتي معراجك الدّمويُّ
وأهاجِرُ مثلك بين الفجيعة والفَتْكِ، والرّعبُ
يُوغل في خطواتِك في خطواتيَ،
والموتُ صيّادنا العربيُّ.
...
مُتَّ لكنّك الآن أنشودتي ورفيقي
وأنا لست منك، ولكنّني أنْتمي لهديركَ، للعاصِفِ
المتموّج في ساعدِيْك
وطريقُك ليستْ كما أتنوّرُ، لكنّها طريقي
وأنا الآن أقربُ مِنّي إليكْ.
وأنا حين أرنو لموتِك ، أسأل : هل قدمايَ على الأرض؟
هل جسدي راسخٌ؟
أم تُرى عالِقٌ في فضاءِ من الرُّعبِ، مستسلماً
أتدلّى؟
وأنا حين أرنو لموتِكَ أسأل: هل أنت أقربُ منّي إليْ؟
وأسائِلُ: هل وطني هذه الأرض، أم وطني موتُك
الأبجديْ؟
...
لنقلْ: بيننا عَهْدُ نسْغٍ
وطريقٌ - من الجّذْرِ حتّى الثّمَرْ
لنقُل: كلُّ ما كان بين العجينَة والخالق انكسَرْ
ولنقلْ: نبدأُ الآنَ من هجرة الرّيحِ في غابةِ الشّرَرْ
وَلْنَسِرْ، لا لهذا المكان، ولا ذلك المكانْ
لِنَسِرْ، حيثُ لا شيء إلا الطريقُ وإلا الرّهانْ
أنّنا طقَةُ الجَذْبِ والنَّبْذِ أنّ رؤانا
وخُطانا مدارٌ
لأساطير هذا الزمانْ.

************************************************
سلام

لوجوهٍ تسير في وحدة الصحراء للشرق يلبس
العشب والنارَ سلامٌ للأرض يغسلها البحر
سلامٌ لحبّها... عُرُيكَ الصاعقُ أُعطَى أمطاره
يتعاطانيَ رعدٌ في نهديَ
اختمرَ الوقت تَقدَّمْ هذا دمي أَلقُ الشرق اغترفْني
وغِبْ
أضِعْني لفخذيك الدويّ البرق اغترفني تبطّنْ جسدَي
ناريَ التوجّه والكوكب جرحي هدايةٌ أتهجَّى...
أتهجَّى نجمةً أرسمُها
هاربًا من وطني في وطني
أتهجَّى نجمة يرسمها
في خطى أيامه المنهزمه
يا رماد الكلمه
هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ?


*******************************************
جلقامش

كان بيني وبين طريقيَ مثلُ الحدادْ
حين راحت بلادي تضيق وتجتاحني صبَواتٌ
غيرُ ما كان بيني وبين خُطايَ - إذنْ
متُّ،
وانطفأتْ كلماتي؟
...
هل أقول ، إذنْ: ضاعَ وجهي؟
هل أقول: ابتكرتُ الرّمادْ؟

***********************************
لم يعد غير الجنون

إنني ألمحهُ الآنَ على شبّاك بيتي
ساهرًا بين الحجار الساهره
مثل طفلٍ علَّمته الساحره
أنَّ في البحر امرأه
حمَلتْ تاريخه في خاتمٍ
وستأتي
حينما تخمد نارُ المدفأه
ويذوب الليل من أحزانِه
في رماد المدفأه...
... ورأيت التاريخ في رايةٍ سوداء يمشي كغابةٍ
لم أُؤرّخْ عائشٌ في الحنين في النار في الثورة في
سحر سُمِّها الخلاَّق
وطني هذه الشرارة, هذا البرق في ظلمة الزمان
الباقي... .

******************************
لون الماء

لونكَ لونُ الماء
يا جَسَدَ الكَلامْ
حين يكون الماءْ
خميرةً أو صاعقاً أو نارْ
وَاشْتعَلَ الماءُ وصارَ صاعقاً وصارْ
خميرةً ونارْ،
نَيُلوفراً
يسْألُ عن وسادتي
ينامْ...
يا نَهَرَ الكَلامْ
سافرْ معي يومين، جمعتين في خميرة الأسرارْ
نلتقطُ البحارَ، أو نسْتكشف المحارْ
نُمطرُ ياقوتاً وآبنوساً
نعرفُ أنَّ السّحرْ
جنّيةٌ سوداءْ
ترفضُ أن تعشقَ غير البَحرْ.
سافرْ معي واظهرْ هنا... وغِبْ هنا...
واسألْ معي يا نَهَرَ الكَلامْ
عن صَدفٍ يموتُ كي يَصيرْ
سحابةً حمراءْ
تُمطِرُ،
عن جزيرهْ
تَسيرُ أو تطيرْ،
وَاسألْ معي يا نَهَرَ الكلامْ
عنِ نجمةٍ أسيرهْ
بين شِباكِ الماءْ
تحمل تحت ثديها
أياميَ الأخيرهْ.
واسألْ معي يا نهرَ الكلامْ
عن حجرٍ ينبُعُ منه الماءْ
عن موجةٍ يولد منها الصّخرْ
عن حيوان المِسكِ، عن يَمامةٍ من نورْ
واهبطْ معي في شَبك الدّيجورْ
في القاع،
حيثُ الزّمنُ المكسورْ
وَلْيكنِ الكلامْ
قصيدةً تلبَس وجهَ البَحْر.

**********************************
لو أن البحر يشيخ

لو أنّ البحر يشيخ
لاختار بيروت ذاكرة له.
كلّ لحظة
يبرهن الرماد أنه قصر المستقبل.
يسافر,
يخرج من خطواته
ويدخل في أحلامه.
كلما هذّبته الحكمة
فضحته التجربة.
يرسم خرائط
لكنّها تمزّقه.
أغلق بابه
لا لكي يقيد أفراحه,
بل لكي يحرّر أحزانه,
رماده يفاجىء النار
وناره تفاجىء الوقت.
ينكر الأشياء التي تستسلم له
تنكره الأشياء التي يستسلم لها.
الماضي بحيرة
لسابح واحد: الذكرى.
لا وقت للبحر لكي يتحدث مع الرمل:
مأخوذ دائمًا بتأليف الموج.
اليأس عادة, والأمل ابتكار.
للفرح أجنحة وليس له جسد,
للحزن جسد وليس له أجنحة.
الحلم هو البريء الوحيد
الذي لا يقدر أن يحيا إلاّ هاربًا.
الفكر دائمًا يعود
الشعر دائمًا يسافر.
السرّ أجمل البيوت
لكنه لا يصلح للسكنى.
يصدأ اللسان من كثرة الكلام,
تصدأ العين من قلة الحلم.
أنّى سافرت, كيفما اتّجهت:
أعماقك أبعد الأمكنة.
جُرحتُ باكرًا
وباكرًا عرفت:
الجراح هي التي خلقتني.
قرية صغيرة هي طفولتك
مع ذلك,
لن تقطع تخومها
مهما أوغلتَ في السفر .

***********************************
***************************
****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alshyyoo5.com
 
أدونيس بين قوسي قزح ج1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشيوخ :: الشيوخ __ منتديات ادبية :: الشعر-
انتقل الى: