كشف د. حاتم أيمن-مدرس جراحة العيون التجميلية بطب عين شمس- عن العملية الفريدة لمعالجة جحوظ العين والتي تتمثل في إجراء جراحة بسيطة، من خلال استئصال أجزاء معينة من العظام الموجودة خلف العين، عن طريق فتح جفن العين -فتحة لا تزيد عن 8 مللي- لعزل العظام في الجدار الخارجي وشفط الدهون التي تتسبب في بروز العين، وفي الخطوة التالية يتم استئصال العظام الموجودة ما بين العين والأنف، ثم فتح الجدار المحيط بالعين لسحب الدهون الضاغطة على العصب لتعود إلى الجيوب الأنفية، ومن ثم تعود العين إلى الخلف في شكلها الطبيعي.
وعن مضاعفات العملية، أكد أن العملية آمنة إلا إنه حذر من إجرائها لمن يعانون من سيولة في الدم، لأنها سوف تتسبب في حدوث نزيف بالعين، ومصابين جحوظ العيون المصابين بالتهاب مزمن في الجيوب الأنفية، وباستثناء ذلك فإن مضاعفات العملية قليلة جدا ويمكن السيطرة عليها فيما بعد، مثل حدوث ازدواج في الرؤية بعد العملية.
وأرجع مدرس جراحة العيون التجميلية بطب عين شمس سبب الإصابة بجحوظ العيون إلى خلل الغدد الدرقية والتي تسمى Grave’s disease حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على العين، ما يؤدي إلى التهابات ناجمة عن تضخم شديد في الدهون والعضلات الموجودة خلف العين، مما يتسبب في بروز إحدى العينين أو كلتيهما للإمام من محاجرها.
وأكد "أيمن" -خلال حلقة يوم الجمعة الـ29 من يناير/كانون الثاني 2010- أن جحوظ العين لا يقتصر أضراره على بروز شكل العين فحسب، بل تمتد إلى أكثر من ذلك، قائلا إن العصب البصري في وضعه الطبيعي يكون مسترخيا نسبيا خلف العين، بينما يختلف الأمر في حالة الجحوظ التي تؤدي إلى الضغط على العصب البصري بسبب تضخم الدهون والعضلات، ما يجعل العين تبرز إلى الإمام لإنقاذ العصب من هذا الضغط.
وحذر في هذا الصدد من تفاقم مشكلة جحوظ العين، مؤكدا أنها قد تؤدي إلى ضمورٍ في العصب، يتطور في بعض الأحيان لفقدان البصر.
وعن الخطوات التمهيدية المتبعة لعلاج مشكلة لجحوظ العين، قال "يجب التأكد من أن المريض المصاب بجحوظ العين لا يعاني من أورام"، مشيرا إلى أن أغلب هذه الحالات يعود سببها إلى خلل في الغدة الدرقية، وأن هناك عوامل تتحكم في شدة تأثير المرض على العين، منها العوامل الثابتة كسن ونوع المريض، فكلما كبر سنّه يصبح المرض أكثر تعقيدا، بينما تقل نسبة إصابة النساء مقارنة بالرجال، أما العوامل الأخرى التي يمكن التحكم فيها فتتم من خلال البدء في علاج الغدة الدرقية للتخلص من مصدر المرض، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين لأنه قد يسبب العمى للأشخاص المصابين بجحوظ العين، وهي المرحلة الأولى للعلاج.
وأشار إلى أن بعد علاج الغدة الدرقية والإقلاع عن التدخين، يحدث ما بين 75 إلى 80% تحسن شديد أو جزئي لجحوظ العين، ولكن هناك حالات أخرى تبدو خطيرة نتيجة ضغط الدهون والعظام خلف العين على العصب، وعندئذ لا بد من استخدام (كورس) مكثف من الكورتيزون بجرعة عالية جدا، وبعد السيطرة على المرض وإعادة العصب إلى وضعه الطبيعي، يمكن إجراء العملية بعد استقرار الحالة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تلقى فيه البرنامج رسالة من "باسم" المصاب بجحوظ العينين، من أجل البحث عن طريقة فعالة لعلاجه، وبالفعل تمكن "أيمن" من إعادة عيون "باسم" إلى شكلها الطبيعي من خلال إجراء عملية بسيطة.
وعن علامات الإصابة بجحوظ العين، عرف أيمن وضع العين الطبيعي بأن يكون مقاسها من طرف العين أو العظم الخارجي إلى نهاية العين يتراوح ما بين 10 إلى 17 مللي، بينما يختلف مقاس العين المصابة بجحوظ العين حيث تصل إلى 40 مللي، كما يستدل المصابين على وجود المرض بوجود مساحات كبيرة من البياض ما بين الجفن والعين.